يقوم سيدهارثا شوكلا بتقييم مدى شعبية تداول العملات الرقمية في كوريا الجنوبية.
قمة مؤشر كوسبي
لقد صدم إعلان الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الأحكام العرفية وسط نزاع سياسي في البلاد العالم بما في ذلك، لفترة وجيزة، أسواق العملات الرقمية.
وكان رد فعل السوق على هذه الأخبار مبالغا فيه إلى حد كبير في البورصات الكورية، حيث انخفض سعر البيتكوين مقابل عملة تيثير المستقرة المرتبطة بالدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له عند 71814.99 دولار يوم الثلاثاء. في نفس الوقت الذي أظهر فيه مؤشر بلومبرج المركب لأسعار البيتكوين عبر البورصات العالمية أنه يتداول عند حوالي 93600 دولار.
ولكن هذا الاضطراب، على الرغم من قصر مدته، كان أكثر وضوحا مما قد يبدو للوهلة الأولى: فقد أدت ما يسمى “تجارة ترامب” إلى إحداث الفوضى في العملات والأسواق المالية الآسيوية ودفعت المستثمرين الكوريين الجنوبيين بشكل متزايد إلى البحث عن ملاذ في العملات الرقمية المتقلبة.
تشتهر كوريا الجنوبية بحبها للمنتجات عالية المخاطر وعالية العائد، حيث قام المتداولين الكوريون الجنوبيون بإرسال أحجام في عملات الكريبتو إلى مستويات أعلى من مؤشر الأسهم القياسي للبلاد كوسبي منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات.
من 5 نوفمبر إلى 28 نوفمبر، بلغ متوسط التداول اليومي على منصات تداول العملات الرقمية الكورية حوالي 9.4 مليار دولار مقابل 7 مليارات دولار لمؤشر كوسبي، وفقًا لبيانات من CCData وبورصة كوريا. في حين انخفض مؤشر كوسبي بنحو 3.4٪ منذ الانتخابات، ارتفع مؤشر يتتبع أفضل 100 عملة رقمية بنسبة 53٪ خلال نفس الفترة.
لقد تمسك الكوريون الجنوبيون بفئة الأصول الرقمية على الرغم من نوبات الاضطرابات في السوق، مثل شتاء العملات الرقمية الذي بدأ في عام 2022.
واليوم، تم تسجيل أكثر من 7 ملايين كوري، ما يقرب من 15٪ من السكان، للتداول في منصات تداول العملات الرقمية. هذا الاهتمام ليس جديدًا، حيث استفاد العديد من الكوريين بشكل كبير من ارتفاع البيتكوين بأكثر من 1200٪ في السنوات الخمس الماضية، وهو ما يتجاوز بكثير العائد البالغ 20٪ لمؤشر كوسبي.
والآن يحاول أولئك الذين فاتتهم فرصة الدخول إلى عالم البيتكوين مبكرًا حظهم مع العملات الرقمية البديلة الأصغر والأكثر خطورة، والتي تشكل أكثر من 80% من حجم التداول على المنصات المحلية.
وفقًا لسيمون كيم، الرئيس التنفيذي لشركة رأس المال الاستثماري المشفرة Hashed ومقرها كوريا، فقد اجتذبت العروض الترويجية التي تقدمها بورصات العملات المشفرة مثل تخفيضات الرسوم المستثمرين أيضًا.
وأضاف: “على سبيل المثال، أدى عرض Bithumb الخالي من الرسوم إلى زيادة حصته في السوق إلى أكثر من 30%، مما جذب المستثمرين نحو العملات المشفرة”.
كما امتنعت الهيئات التنظيمية الكورية عن الموافقة على صناديق تداول البيتكوين المتداولة في البورصة بسبب مخاوف من تدفقات خارجة من الأسهم المحلية.
وقد دفع هذا المستثمرين إلى الرهان على صناديق أجنبية تتبع قطاع الكريبتو. في الشهر الماضي، كان صندوق متداول في البورصة يهدف إلى توفير ضعف العائدات اليومية لشركة مايكروستراتيجي التابعة لمايكل سايلور وصندوق تداول إيثر متداول بالرافعة المالية مماثل من بين أكثر 10 أوراق مالية أجنبية شراءً في كوريا، وفقًا لبيانات مستودع الأوراق المالية في كوريا.
تعتبر الدولة التي تعتمد على التصدير في دائرة اهتمام خطط الرئيس المنتخب ترامب للتعريفات الجمركية. وتعد كوريا الجنوبية من بين الدول الأكثر اعتمادًا على التجارة في العالم. حيث تنتشر أعمالها على نطاق واسع عبر سلاسل التوريد التي تشمل كل شيء من أشباه الموصلات إلى السيارات والبتروكيماويات.
الصين هي أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية؛ حيث يشتري مصنعوها السلع الوسيطة من كوريا ويجمعونها في منتجات يتم شحنها إلى أماكن أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وتعهد ترامب بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على السلع المستوردة من الصين، ووصف كوريا الجنوبية بأنها آلة أموال ينبغي أن تتحمل المزيد من تكاليف القوات الأميركية التي تستضيفها.
في الآونة الأخيرة، أعلن بنك كوريا عن خفض مفاجئ لأسعار الفائدة، بعد أن دق محافظ البنك ري تشانج يونج ناقوس الخطر بشأن التأثير المحتمل لعودة ترامب إلى السلطة على التجارة العالمية.
وقال ري في إفادة صحفية عقب القرار: “من بين أكبر التغييرات منذ أغسطس/آب “الانتصار الأحمر” في الولايات المتحدة، والذي كان أكبر مما توقعنا”، في إشارة إلى الانتصارات التي حققها الجمهوريون الأميركيون ليس فقط في الانتخابات الرئاسية ولكن أيضًا في مجلسي النواب والشيوخ.
يؤدي كل هذا إلى أجواء تبدو وكأنها تجعل المستثمرين الكوريين الجنوبيين أكثر راحة مع سيناريو المخاطرة والمكافأة في أسواق العملات الرقمية.
مصدر الترجمة: Bloomberg
